فن الإعتذار والإعتراف


فن الإعتذار والإعتراف



إن الانسان بطبعه متسرع ومندفع وردة فعله سريعة وقد وصفه الله تعالى بالعجل فقال تعالى : ( وكان الانسان عجولا ) ،
مما ينتج عنه كثير من الأخطاء الغير متوقعة والتي غالباً ما تكون كارثية أو مأساوية و على هذا الرأي يكون الانسان العربي أكثر المخلوقات تسرعاً حيث ان أكثر الكوارث والمصائب البشرية هي في البلاد العربية .
وأقصد هنا التسرع ولم أقصد السرعة لان هناك فرق بين التسرع والسرعة ولأن السرعة أحيان تكون محمودة ومطلوبة ومرغوب بها إذا كانت في أوجه الخير وما يندرج تحته من الأفعال الخيرة وكما في الأثر ( خير البر عاجله ).
و لكن الكلام هنا عن التسرع وردة الفعل الخاطئة والتي لم يسبقها نظر ولا تدقيق ولا تحقيق !
فالسؤال هنا إذا كان الخطأ بسبب التسرع هل يعذر صاحبه ؟
أم عليه أن يتحمل نتيجة تسرعه وردة فعله ؟
أنا عن نفسي أميل إلى التحمل إذا كان بسبب التسرع أو غيره ولكن من الجميل أن نقبل عذر من إعتذر وتاب واعترف وندم و وعد أن يتريث في المستقبل وهناك بعض الأخطاء تكون حتمية ومتوقعة وبالذات إذا كانت من باب الرد على من أخطأ وابتدأ الخطأ .
فبعض البشر لا يشعر بالخطأ لأنه وقع منه ولم يقع عليه لذلك لابد أن يجرب ويتذوق نفس الطعم ونفس الكأس الذي أذاقه لغيره حتى يشعر بخطئه ويشعر بما تسبب به من كوارث أو مصائب للغير.
و من أسباب تكرار الأخطاء بل وانتشارها وتكريسها السكوت عنها وتركها وجعلها من باب العادة والأمور البسيطة وهذا له أثار سلبية كثيرة ومتعددة ومنها:
أن المخطئ لا يعرف أخطاؤه ولا يستفيد من تجربته و أيضاً من وقع عليه الخطأ لم يأخذ حقه ولم يرد له إعتباره ولو اعتذاراً وكذلك من سلبيات السكوت عن الخطأ شيوع الخطأ بين الناس وانتشاره وتساهل الناس به بل ربما يصبح أمر طبيعياً ومسلم به، فنحن هكذا دائماً أما نسكت ولا نحرك ساكن ونبلعها وهي كالسكاكين أو نثور وندور ونصنع من لا شيء أشياء ونعلن حرب و نحرق اليابس والأخضر وربما أحرقنا أنفسنا بهذه الحرب .
المهم واللازم الذي يجب أن نتعود ونتدرب عليه هو الاعتراف بالخطأ و تقديم الإعتذار عند استحقاقه وعدم المكابرة فكل ابن آدم
خطّاء
وخير
الخطائين
التوابون.
فلا نجعل من أنفسنا ملائكة معصومين بل نحن بشر متسرعون نذنب ونتوب ولنا رب غفور رحيم كريم يقبل التوبة ويفرح بها.
اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك أنك انت الغفور الرحيم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *